سورة إبراهيم - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (إبراهيم)


        


{الر} أنا الله أرى. هذا {كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} من الشِّرك إلى الإِيمان {بإذن ربهم} بقضاء ربِّهم؛ لأنَّه لا يهتدي مهتدٍ إلاَّ بإذن الله سبحانه، ثمَّ بيَّن ما ذلك النُّور فقال: {إلى صراط العزيز الحميد}.


{الذين يستحبون} يُؤثرون ويختارون {الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله} ويمنعون النَّاس عن دين الله {ويبغونها عوجاً} مضى تفسيره {أولئك في ضلال} في خطأ {بعيد} عن الحقِّ.
{وما أرسلنا من رسول إلاَّ بلسان قومه} بلغة قومه ليفهموا عنه، وهو معنى قوله: {ليبيِّن لهم فيضل الله من يشاء} بعد التَّبيين بإيثاره الباطل {ويهدي مَنْ يشاء} باتباع الحقِّ.
{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} بالبراهين التي دلَّت على صحَّة نبوَّته {أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور} من الشِّرك إلى الإِيمان {وذكرهم} وَعِظهم {بأيام الله} بنعمه، أَي: بالتَّرغيب والتَّرهيب، والوعد والوعيد {إنَّ في ذلك} التَّذكير بأيَّام الله {لآيات} لدلالاتٍ {لكلِّ صبَّار} على طاعة الله {شكور} لأنعمه، والآية الثانية مفسَّرة في سور البقرة، وقوله: {وإذ تأذَّن} معطوفٌ على قوله {إذ أنجاكم} والمعنى: وإذ أعلم ربُّكم {لئن شكرتم} وحَّدْتم وأطعتم {لأزيدنَّكم} ممَّا يجب الشُّكر عليه، وهو النِّعمة {ولئن كفرتم} جحدتم حقِّي وحقَّ نعمتي {إنَّ عذابي لشديد} تهديدٌ بالعذاب على كفران النِّعمة.


{ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم} يعني: من بعد هؤلاء الذين أهلكهم الله {لا يعلمهم إلاَّ الله} لكثرتهم، ولا يعلم عدد تلك الأمم وتعيينها إلاَّ الله {جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم} أيدي أنفسهم {في أفواههم} أَيْ: ثقل عليهم مكانهم، فعضُّوا على أصابعهم من شدَّة الغيظ.
{قالت رسلهم أفي الله شكٌّ} أفي توحيد الله سبحانه شكٌّ؟ وهذا استفهامٌ معناه الإنكار، أيْ: لا شكَّ في ذلك، ثمَّ وصف نفسه بما يدلُّ على وحدانيته، وهو قوله: {فاطر السموات والأرض يدعوكم} إلى طاعته بالرُّسل والكتب {ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمَّى} لا يعاجلكم بالعقوبة، والمعنى: إن لم تجيبوا عوجلتم، وباقي الآية وما بعدها إلى قوله: {ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد} ظاهر، ومعنى: {خاف مقامي} معناه: خاف مقامه بين يدي، {وخاف وعيدِ}: ما أوعدت من العذاب.
{واستفتحوا} واستنصروا الله سبحانه على قومهم، ففازوا بالنَّصر {وخاب كلُّ جَبَّار} متكبِّرٍ عن طاعة الله سبحانه {عنيدٍ} مجانب للحقَّ.

1 | 2 | 3 | 4